قلت انفسي:
ويحك يا نفس! مالي أتحامل عليك فإذا وفيت بما في وسعك
أردت منك ما فوقه وكلفتك أن تسعي
فلا أزال أُعنتك من بعد كمال فيما هو أكمل منه وبعد الحسن ما هو احسن منه
وما أنفك أجهدك كلما راجعك النشاط وأُضنيك كلما ثابت القوة
فإن تكن لك هموم فأنا أكبرها وأذا ساورتك الأحزان فأكثرها مما أجلب عليك
أنت يا نفس سائرة على النهج وأنا اعتسف بك أريد الطيران لا السير
وأبتغي عمل الأعمار في عمر
وأستحثك في كل هجعة راحة بفجر تعب جديد
وكأن لك زمن يماد بعضه بعضاً فما يبرح ينبثق عليك من ظلام بنور ومن نور بظلام ليهيئ لك القوة التي تمتد بك في التاريخ من بعد
فتذهبين حين تذهبين ويعيش قلبك في العالم سارياً بكلمات أفراحة وأحزانه.
وقالت لي نفسي:
ليست دنياك يا صاحبي ما تجده في غيرك بل ما توجده بنفسك
فإن لم تزد شيئا على الدنيا كنت أنت زائداً علي الدنيا
وإن لم تدعها أحسن مما وجدتها فقد وجدتها وما وجدتك
وفي نفسك أول حدود دنياك وآخر حدودها
وقد تكون دنيا بعض الناس حانوتاً صغيراً
ودنيا الآخر كالقرية الململمة
ودنيا بعضهم كالمدينة الكبيرة
أما دنيا العظيم فقارّة بأكملها
وأذا انفرد امتدّ في الدنيا فكان هو الدنيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق