منذ مدة لم أرها تلك صديقتي التي كنت أجالسها بالساعات
وأهاتفها بالساعات أيضاً
كنا نتحدث بأمور عامة وخاصة مشتتة هنا وهناك
غابت فترة ثم عادث إلي من جديد
تغير لون الحديث وتغيرت لغتها
لم أعرفها لم أعد أفهمها
وكأن حروفها باتت بلغة أخرى غير التي كانت تتحدث بها معي
كانت حروفها السابقة رزينة لها شعاع أخاذ أكاد اتقمصها لأكون هي
أحببت كلماتها البسيطة التي تنبع من قلبها الطيب المفعم بالأصالة
لكنها في الآونة الأخيرة التي عادت الي بها
كان شعاعها مطفأ
وكأن الموت رسم على محياها لوحة الغياب الأبدي
فقد يكون بعض الناس أموات وهم على قيد الحياة
هكذا رأيتها كانت ميتة تتحدث بكلام سمج
يحاكي الموت فكراً وروحاً وشعوراً
وكأني اسمع صوت الزمان يقول لي "عظم الله اجركم بها"
ولكن ماذا اقول لقلب امتلئ بها واستوعبها
إن انا نزعتها منه عنوة أحدثت صدعاً
وألماً لا يغادر مهما غلفته بالنسيان
أكاد اسمع صوت دوي لاهث من الأعماق يقول
غفر الله لها ولنا وأعادها الى جادة الطريق
واعاد لها حلتها الانيقة وبريقها الفطري.
***
كانت تلك كلمات تسربت من الأعماق
أوحتها لي قطرات ندى على زهور الصداقة
وانا اقرأإحدى رسائلها التي كانت أرسلتها لي ساعة صفاء فطري
وجدتها بين ثنيايا الذاكرة المضمخة بالحنين .
ترى من يقتل الشيطان؟!