اعتمد
أفلاطون في وضع فلسفته الأخلاقية على نظريته في ثنائية النفس والبدن.
وتتلخّص نظريته في أن
النفس كانت لها حياة سابقة في عالم الآلهة والحقائق؛ وهو الذي يسميه أفلاطون عالم المثل،
ومن ثمّ عوقبت النفس لسبب ما، فحلّت في جسد في هذا العالم الأرضي الذي ليس سوى صورة عن عالم المثل، فأصبح هذا الجسد حاجزاً كثيفاً بين
النفس والفضائل، ولذلك كانت مقولته الشهيرة (البدن سجن النفس). هذا المفهوم قاد أفلاطون إلى المبدأ السقراطي بأن الفضائل والقوانين الأخلاقية يتم
توليدها من اكتناه حقيقة ما في ذات الإنسان، وتم التوليد بالحوار ولهذا كانت كتابات أفلاطون في الغالب بأسلوب المحاورات.
إنطلاقاً من مفهومه هذا يرى أفلاطون أنه من واجب الإنسان، كي يحيا حياة فاضلة، أن يتسامى فوق مطالب الجسد ونوازع الشهوة، وأن يرضى من ذلك بما يحقّق استمرار الحياة، وفي المقابل يلتفت كلياً إلى النفس ليزكّيها ويطهّرها ولا يكون ذلك إلاّ بتوجيهها إلى تحصيل المعرفة والحكمة، فالمعرفة والفضيلة عند افلاطون توأم وترتبط إحداهما بالأخرى، وبالتالي من واجبنا إذا أردنا القضاء على الرذيلة أن نحارب الجهل أولاً، فباقتران الفضيلة بالمعرفة تتحقق في الإنسان الطبيعة الإنسانية والإلهية وأفضل العلوم ما تولّد بالحدس والحوار الذهني لاكتشاف الأفكار.
هذا المفهوم الأفلاطوني لمعرفة القيم والمعلومات يستند إلى نظريته في أنه كان للنفس حياتها السابقة في عالم المثل، والنفس عنده تحتفظ بالحنين إلى النظام السائد في عالم المثل، وطريق السعادة والحكمة عنده (يقوم على نبذ المظاهر المحسوسة والفوضى المادية والجسدية، لأجل العودة بالروح إلى طبيعتها الأصلية، وتحقيق السيادة ـ في داخل الروح وفي المجتمع ـ للفضيلة، التي هي ليست سوى صورة المقاييس العلوية المتمركزة حول مثال الخير والتي ينظمها مثال العدالة).
تأسيساً على ما تقدم يرى أفلاطون أنه من واجب الإنسان، كي يحيا حياة فاضلة، أن يتسامى فوق مطالب الجسد، وأن يرضى من هذه الحاجات البدنية بما يحقق استمرار قوام البدن، وأن يصبّ اهتمامه بالمقابل إلى النفس يزكّيها ويطهّرها، ولا يكون ذلك إلاّ بتوجيهها إلى تحصيل المعرفة والحكمة. هذا المنهج قد يجعل النفس تتحرّ من سجنها الجسد في هذه الحياة فيتحقق لها الاتصال بعالم المثل، وتحيا حياة الفضيلة الشبيهة بتلك الحياة الأولى التي ستكون بعد الموت؛ أي الحياة المنزّهة عن عالم المحسوسات والشهوات والغرائز.
النفس إذاً في صراع دائم لكي تكسر الحاجز الكثيف المتمثّل بالجسد، ولكي تتخلّص من سجنها في هذه الحياة. في هذا يقول أفلاطون: (أليس التطهير بالذات هو ما تقول به السنّة القديمة حقّاً؟ أي وضع النفس بعيداً عن الجسد بقدر الإمكان وتعويدها على أن ترجع إلى نفسها متخلصة من كل وجهة من وجهات الجسد، وأن تعيش ما استطاعت في الظروف الحالية تماماً كما تعيش في الظروف المستقبلية، منفردة في نفسها، منفصلة عن الجسد كما لو كانت قد تحلّلت من قيوده).
فلسفة الأخلاق عنده تنطلق إذن من نظرية الثنائية بين النفس والجسد، وأن الإنسان عليه أن يكون زاهداً بمطالب الجسد، لا بل عليه أن يقمعها ويتجاوزها ليحقّق إنسانيته الفاضلة عن طريق الحكمة، والشوق الدائم إلى الاتصال بالحقائق الأزلية في عالم المثل. ولذلك يجب أن يكون الموت طموحاً عند الحكيم الفيلسوف، ويجب أن تكون السمة الأساسية للفيلسوف هو ذلك العمل الجادّ المتواصل من أجل تحقيق عملية فصل النفس عن الجسد وإبعادها عنه.
الموت هو محطة انفصال النفس عن سجنها، وفيه تتحقّق للنفس الفضيلة الحقّه اللائقة بها، ولذلك نرى (الذين يشتغلون بالفلسفة بمعناها الحقيقي أنهم يتدرّبون على الموت، وأن يكون الإنسان ميّتاً تكون اقلّ رهبة لديهم من بقية الناس... أليس الرجل الذي تراه يغضب ساعة الموت هو ذلك الّذي لا يحبّ الحكمة ولكنه يحبّ الجسد.
وفق هذا المفهوم نرى أن أفلاطون قد رأى خير النفس وفضيلتها في خلاصها من سجنها البدن، ولذلك (اقتضت حياة الفضيلة الانصراف من عالم الحسّ وشؤونه إلى هدوء التأمل الفلسفي، وإذا صح كانت الفلسفة ـ أي معرفة المثل ـ هي المقدّم الوحيد للخير الأقصى).
إنطلاقاً من مفهومه هذا يرى أفلاطون أنه من واجب الإنسان، كي يحيا حياة فاضلة، أن يتسامى فوق مطالب الجسد ونوازع الشهوة، وأن يرضى من ذلك بما يحقّق استمرار الحياة، وفي المقابل يلتفت كلياً إلى النفس ليزكّيها ويطهّرها ولا يكون ذلك إلاّ بتوجيهها إلى تحصيل المعرفة والحكمة، فالمعرفة والفضيلة عند افلاطون توأم وترتبط إحداهما بالأخرى، وبالتالي من واجبنا إذا أردنا القضاء على الرذيلة أن نحارب الجهل أولاً، فباقتران الفضيلة بالمعرفة تتحقق في الإنسان الطبيعة الإنسانية والإلهية وأفضل العلوم ما تولّد بالحدس والحوار الذهني لاكتشاف الأفكار.
هذا المفهوم الأفلاطوني لمعرفة القيم والمعلومات يستند إلى نظريته في أنه كان للنفس حياتها السابقة في عالم المثل، والنفس عنده تحتفظ بالحنين إلى النظام السائد في عالم المثل، وطريق السعادة والحكمة عنده (يقوم على نبذ المظاهر المحسوسة والفوضى المادية والجسدية، لأجل العودة بالروح إلى طبيعتها الأصلية، وتحقيق السيادة ـ في داخل الروح وفي المجتمع ـ للفضيلة، التي هي ليست سوى صورة المقاييس العلوية المتمركزة حول مثال الخير والتي ينظمها مثال العدالة).
تأسيساً على ما تقدم يرى أفلاطون أنه من واجب الإنسان، كي يحيا حياة فاضلة، أن يتسامى فوق مطالب الجسد، وأن يرضى من هذه الحاجات البدنية بما يحقق استمرار قوام البدن، وأن يصبّ اهتمامه بالمقابل إلى النفس يزكّيها ويطهّرها، ولا يكون ذلك إلاّ بتوجيهها إلى تحصيل المعرفة والحكمة. هذا المنهج قد يجعل النفس تتحرّ من سجنها الجسد في هذه الحياة فيتحقق لها الاتصال بعالم المثل، وتحيا حياة الفضيلة الشبيهة بتلك الحياة الأولى التي ستكون بعد الموت؛ أي الحياة المنزّهة عن عالم المحسوسات والشهوات والغرائز.
النفس إذاً في صراع دائم لكي تكسر الحاجز الكثيف المتمثّل بالجسد، ولكي تتخلّص من سجنها في هذه الحياة. في هذا يقول أفلاطون: (أليس التطهير بالذات هو ما تقول به السنّة القديمة حقّاً؟ أي وضع النفس بعيداً عن الجسد بقدر الإمكان وتعويدها على أن ترجع إلى نفسها متخلصة من كل وجهة من وجهات الجسد، وأن تعيش ما استطاعت في الظروف الحالية تماماً كما تعيش في الظروف المستقبلية، منفردة في نفسها، منفصلة عن الجسد كما لو كانت قد تحلّلت من قيوده).
فلسفة الأخلاق عنده تنطلق إذن من نظرية الثنائية بين النفس والجسد، وأن الإنسان عليه أن يكون زاهداً بمطالب الجسد، لا بل عليه أن يقمعها ويتجاوزها ليحقّق إنسانيته الفاضلة عن طريق الحكمة، والشوق الدائم إلى الاتصال بالحقائق الأزلية في عالم المثل. ولذلك يجب أن يكون الموت طموحاً عند الحكيم الفيلسوف، ويجب أن تكون السمة الأساسية للفيلسوف هو ذلك العمل الجادّ المتواصل من أجل تحقيق عملية فصل النفس عن الجسد وإبعادها عنه.
الموت هو محطة انفصال النفس عن سجنها، وفيه تتحقّق للنفس الفضيلة الحقّه اللائقة بها، ولذلك نرى (الذين يشتغلون بالفلسفة بمعناها الحقيقي أنهم يتدرّبون على الموت، وأن يكون الإنسان ميّتاً تكون اقلّ رهبة لديهم من بقية الناس... أليس الرجل الذي تراه يغضب ساعة الموت هو ذلك الّذي لا يحبّ الحكمة ولكنه يحبّ الجسد.
وفق هذا المفهوم نرى أن أفلاطون قد رأى خير النفس وفضيلتها في خلاصها من سجنها البدن، ولذلك (اقتضت حياة الفضيلة الانصراف من عالم الحسّ وشؤونه إلى هدوء التأمل الفلسفي، وإذا صح كانت الفلسفة ـ أي معرفة المثل ـ هي المقدّم الوحيد للخير الأقصى).
الفلسفة هي المقدمة للخير الأقصى، ولسيادة عالم القيم، ولكنها ليست كافية وحدها، وهنا
يخالف أفلاطون أستاذه سقراط، فلقد اعتبر سقراط الحكمة والمعرفة طريق تحقيق الفضيلة، بينما أفلاطون يقول بأن الخير والفضيلة يحتاجان
إلى الحكمة مقترنة بعمل تكون الإمرة فيه للنفس وليس للبدن.
المعارف يمكن نقلها من عقل إلى آخر بالتعليم المستند إلى البراهين والأدلة، ولكن الفضيلة تحتاج إلى علم مقترن بموقف، وقدرة على ضبط الجسد وإزالة كل الحواجز عن طريق تطهير النفس.
المعارف يمكن نقلها من عقل إلى آخر بالتعليم المستند إلى البراهين والأدلة، ولكن الفضيلة تحتاج إلى علم مقترن بموقف، وقدرة على ضبط الجسد وإزالة كل الحواجز عن طريق تطهير النفس.
(إنّ
العلم وحده لا يكفي لكي يصبح المرء فاضلاً، فقد يعرف الإنسان الشّرّ ويأتيه ويعرف الخير ولا يفعله. وإنما لا بدّ بجانب العلم بالفضيلة
أن يؤمن الإنسان بها ويزيل العقبات التي تعترضها كالبيئة الفاسدة والقدوة السيّئة.
فالفضيلة إذن ليست علماً) فحسب بل لا بد لهذا العلم بحقيقة العلاقة بين النفس والجسد، أن يقترن بمعرفة موقع كلّ منهما حيال الآخر، وإعطائه دوره الذي
أعدّته له الطبيعة. لأنه عندما يجتمع النفس والجسد، فإن الطبيعة تفرض على هذا الأخير العبودية والطاعة، وعلى الأولى الأمر والسيادة.
إن تحقيق الفضيلة يكون بإخضاع الجسد لسيادة النفس وأوامرها، أما إذا تمّ العكس فأخضعت النفس لنزوات البدن، فإن ذلك يؤدي إلى انتشار الفساد وتعميم الرذيلة. فمن أراد نصيباً من الفضيلة في هذه الحياة، ما عليه إلاّ اعتماد الفكر الملزم للحسّ، والنفس المتسلّطة على البدن بما تمتلك من حكمة.
إن هذه الحال من السلوك لن يتوصّل إليها إلاّ القلّة ممن سلكوا طريق الفلسفة، وعرفوا كنه حياة الإنسان، وعلموا أن الحياة الأخرى في عالم الحقائق بالذات والآلهة هي الهدف، وفي ذلك تحرير للنفس، ولذا فإن (نفس الفيلسوف الحقّ تفكّر بأنه يجب عليها ألا تعارض تحريرها، وهكذا تنأى عن الملذات كما تنأى عن الرغبات والآلام والمخاوف بقدر ما لديها من قوة).
الفضيلة عند أفلاطون هي ـ كما اتضح ـ زهد تتساوى فيه بنظر الإنسان الملذّات والآلام، فالتخلّص منهما هو السبيل إلى السعادة. وحياة الزهد والنسك هذه قد يحياها أناس ليسوا من الحكماء والفلاسفة، وهم طيّبون، قد طهّروا أنفسهم من الانحدار إلى عالم الحسّ والشهوة، وهؤلاء حكماً لهم فضل في الحياة أرقى بكثير ممن أخضعوا النفس للبدن، ولكنهم مع ذلك لا يبلغون مكانة الفلاسفة.
إن المكانة الفضلى هي للفلاسفة الذين اتجهوا إلى البحث عن الحقيقة عن طريق النفس، وأهملوا كلّيّاً ملذّات الجسد، إن الفلاسفة بهذا المعنى تكون حياتهم استعداداً للموت الذي يخلّصهم نهائياً من رغبات الجسد، وهذا ما يتيح لهم بلوغ الحقائق بالذات في عالم الخلود، وفي تحقيق السعادة الحقيقية.
تأسيساً على ما تقدّم يكون من واجبنا (ألاّ نبيع الفضيلة أو نفرّط في شيء منها بأي ثمن من هذه الخيرات الدنيات مهما ظنّه غير الحكيم عالياً، كما لا يجوز أن نخشى الموت أو نرهبه ما دامت الروح لن تموت، بل يجب انتظاره في شجاعة واستقباله في غبطة، ما دامت غاية الحكيم هي التخلّص من الجسم)
ولأن كلّ الناس ليسوا فلاسفة ويدركون جوهر الفضيلة فيختارونها عن تفكير ورويّة كيف يمكننا إذن أن نصلح المجتمع وننقذه من الرذيلة؟ الحلّ هو بتنصيب الفلاسفة حكّاماً وقادة، لأنهم يتمتّعون بصفات ومؤهلات تجعل منهم أناساً صالحين ليكونوا قدوة لأبناء المجتمع عامة.
عند افلاطون لا تصلح المجتمعات إلاّ إذا حكمها الفلاسفة وتفلسف حكامها؛ أي أداموا النظر العقلي. ولذا يمكننا أن نميّز بين نوعين من الفضيلة: فضيلة تكون للفلاسفة عن تعقّل، وأخرى عامة للناس تمارس بالسلوك ونعرفها بمراقبة الظواهر الأخلاقية الشائعة في المجتمع، والتي تعدّ فضائل بالمعيار الأخلاقي. نستنتج من ذلك أن (الفضيلة بمعناها الفلسفي تقوم على العقل، وتفهّم المبدأ الّذي تعمل على أساسه. إنّها الفعل الذي تحكمه مبادئ عقلية، أما الفضيلة بمعناها الشائع فهي الفعل الصواب الّذي يقوم على أسس أخرى: كالمعروف، أو التقاليد، أو العادات أو الدوافع الطيّبة...).
إن نوعي الفضيلة يفرضان على الإنسان أن يقدّس الحكمة والحكماء، لأن من يريد أن يكون فيلسوفاً حاصلاً على الفضيلة بمعناها الخالص، عليه أن يواظب على العلم والتعليم حتى يتحقّق له ذلك، ومن اراد معرفة الفضائل للعمل بموجبها عليه أن يكتسب العلم والمعرفة، وأفلاطون يوصي هذا الإنسان قائلاً له: (لا تكن حكيماً بالقول فقط، بل وبالعمل) ويوصيه كذلك: (أحبب الحكمة وأنصت للحكماء واطرح سلطان الدنيا عنك)
والإنسان الذي يريد أن يكون فيلسوفاً فاضل النفس، مترفّعاً عن المادّيّات، ساعياً إلى الاتصال بعالم الحقائق، عالم الفضيلة، ما عليه إلاّ أن يجعل من نفسه رقيباً ذاتياً يزن له أعماله، ويقوم بمحاسبته على كل فعل يقوم به. لأن الإنسان مهما كانت معرفته والتزامه قد تزلّ به قدمه إن لم يجعل الرقابة على سلوكه من درجة عالية حتى يستطيع أن ينزّه نفسه، ويزكّيها، ويرقى في معارج الكمال. لذا يوصي أفلاطون من طمح إلى الفضيلة قائلاً له: (لا تنم حتى تحاسب نفسك على ثلاث: هل أخطأت في يومك؟ وما اكتسبت فيه؟ وما كان ينبغي أن تعمله من البرّ فقصرت فيه؟)
بعد هذا المفهوم العام للفضائل وكيفية اكتسابها عند افلاطون سنمرّ على مفهومه لبعض الفضائل التي تناولها في كتاباته.
أول هذه الفضائل الحبّ الذي يعوّد الإنسان على رابطة الصداقة مع غيره من أبناء المجتمع، ويجعله متميّزاً بقيم نبيلة هي مفتاح تحقيق الفضائل الخلقية، خاصة وأن العلاقة بين البشر ليست قائمة على أساس طبيعي عضوي، وإنما على أساس القيم الأخلاقية وفي مقدمتها المحبة.
وقد نبّه أفلاطون من بعض المحبين الذين يسيؤون استخدام مشاعر الحبّ، فتراه لا يبني حبّه على قواعد سليمة، ولا يخضعها لمعايير ثابتة، وإنما يجعلها مرهونة برضى أو عدم رضى محبوبه، فتصبح في هذه الحالة خاضعة للأمزجة والمصالح مما يفسد هذه الفضيلة؛ الحب، ويفقدها قيمتها.
عن هؤلاء يقول أفلاطون: (من عادة المحّبين أن يبالغوا في الثناء على كلام المحبوب وأفعاله حتى ولو جانبت الصواب إما خوفاً من إثارة كراهيته، وإما لأنّ شهوتهم تضلّل أحكامهم. وتلك هي نتيجة الحب، فهو إما أن يؤدي إلى حزن الفاشلين على أمور لا تهمّ عامة الناس، وإما أن يؤدي بالمحظوظين فيه إلى امتداح ما لا ينطوي على أية قيمة حقيقية، وننتهي من كل هذا إلى أنه أولى بنا أن نشفق على هؤلاء المحبّين لا أن نحسدهم).
الحب يتحول إلى هذا النمط إذا ما كان بداية طريق العشق الذي هو علاقة خاصة بين الشخصين صاحبي العلاقة، لأن القيمة الأساسية للحب بأن يتجاوز الخاصة التي لا تهمّ إلاّ أصحابها إلى علاقة حب تسود المجتمع كلّه، وتكون للناس جميعاً.
أما السير في علاقة الحب بشكل ثنائي على طريق العشق فهو غير مجدٍ، وآخره ندم وأسف، فعلاقات العشق لا تنتج ما يفيد في العلاقات المتجمعية وإنما تقتصر على إرضاء بعض الأهواء، والنزوات الخاصة، والتي سرعان ما تضعف العلاقات بعد انقضائها.
فالعشق أمر لا عقلاني تحركه الشهوة، ومصلحة العاشق مع معشوقه، ما يحوّل طرفي العلاقة إلى حالة أنانية مفرطة، فيصل العاشق لدرجة (يتمنى أن يفقد معشوقه أعزّ ما يملك وأقيم وأغلى ما لديه سواء أكان أباً أم أماً أم قريباً أم صديقاً. ويصرّ على منعه من الاتصال بهم لكي يزداد نصيبه من الاستمتاع به)
لعلّ خطورة العشق أنه علاقة تقوم على قضاء الشهوة والاستمتاع، فإذا ما تمّ الإشباع، أو خفّت الحاجة إليه، وبدأت حالة التفكّر والعقلانية، ترى أن العلاقات سرعان ما تتبدّل، وتتدهور بسرعة يفاجأ بها المحيطون بالعاشقين.
فالعشق في حال توقد ناره يعطّل البصيرة، فإذا ما حان وقت المسؤوليات المترتبة على العلاقة بدأ العاشقان بالتهرّب، خاصة عندما يلمسان أن عشقهما كان دون قواعد واضحة في العلاقة. ولذلك كثيراً ما تنتهي علاقة العشّاق بالصورة التي وصفها فيها أفلاطون بقوله: (فإذا حان وقت وفاء الوعود فسرعان ما يفاجأ المعشوق بتبدّل العاشق وبتغيّر قدرته وإرادته على السّواء. فهاهما العقل والاتزان قد حلاّ محلّ العشق والهوس، وها هو قد انقلب شخصاً آخر).
على ضوء ما تقدّم يكون من واجب الناس أن يبنوا العلاقات بينهم على أساس إنساني، وليس على أساس مادي شهواني، لأن الشهوة آنيّة متقلّبة الأطوار، والعلاقة التي تقوم عى أساس الفضائل والقيم تتصف بالثبات ولهذا ينصح كل الناس، بمن فيهم الذين يحضّرون للزواج أن يبنوا علاقتهم على أساس عقلاني ـ فكري، وليس على أساس العشق والشهوة.
فالعلاقة القائمة على الحكمة والتفكّر تجعل السلوك بين المحبّين متزناً مما يجلب السعادة، ويمكن وصفه بالقيم الأخلاقية الخيرة، وأما نقيض هذا النوع من العلاقة فإنه يقود إلى الإفراط في اللذة الحسية فينتهي إلى الرذيلة، ولذلك قال أفلاطون: (إن تغلّب الرأي الذي يسعى إلى الخير وفقاً للعقل فإن الحال الغالبة تسمى اتزاناً، أما إذا تغلّبت الشهوة غير العاقلة التي تقود إلى اللذات سميت الحال الغالبة إفراطاً).
تبقى الحكمة في كل الأحوال هي طريق ضبط الشهوة في حال الإثارة، وهي سبيل تزكية النفس وتخليصها من سجن البدن لتحقق الاتصال بعالم الحقائق، وتتسامى فوق عالم الحس. أما الشهوة فإنها إذا غلبت على إنسان معيّن، فإنها تحرفه عن استقامته، وتزيد في سجن النفس وإبعادها عن مكانتها الطبيعية.
إن الشهوة غير العاقلة عندما تسيطر على الرأي المستقيم فإنها تطلب اللذة الصادرة من الجمال وتزداد قوّة عندما تجتمع بالشهوات الأخرى التي من فصيلتها، والتي جمال الأجساد موضوعاً لها وتنتصر باتجاهها إليه، وتسمّى من قوة اندفاعها إليه (Rhome)، أسمى العشق).
بعد هذا العرض لبعض آراء أفلاطون في فلسفته الخلقية، نخلص إلى القول: رغم أن أفلاطون نقلنا إلى حقائق ما ورائية في عالم المثل إلاّ أنه وصل من تمييزه بين النفس والبدن إلى أمور مهمة في علم الأخلاق، أولها ذلك التركيز على إغناء النفس بالحكمة والمعرفة، وإعطائها السلطة على البدن، يضاف إلى ذلك قوله بعدم الإفراط في الاهتمام بالجسد والشهوات، بل يقول في وصيته لتلميذه أرسطو: (كثر عنايتك بغذائك يوماً بعد يوم؛ أي لا تدّخره.(
وثانيها ذمّه لعلاقات العشق القائمة على الشهوة والاستمتاع، وأن البديل هو العلاقات القائمة على أساس حكيم، وبإمرة النفس وليس البدن، وتركيزه على أهمية اقتران معرفة الفضائل الخلقية بالعمل والتطبيق.
وأخيراً تتجلّى أهمية أفلاطون في فلسفة الأخلاق عندما أكثر من الحديث عن القناعة، وضبط الرغبة إلى اللذات الحسية، لا بل الترفّع عن ما في هذه الدنيا من سعادة ناتجة عن اللذات الحسية، والسعي بتزكية النفس، وإدامة الفكر والتأمل إلى السعادة الحقيقية بالاتصال بالعالم الآخر. إن هذه المقولات والمفاهيم هي التي رسمت طريقاً جديداً للحكماء يبعدهم عن الرذيلة، ويحقق لهم الفضيلة، إنه طريق الزهد والانصراف عن مطالب البدن
إن تحقيق الفضيلة يكون بإخضاع الجسد لسيادة النفس وأوامرها، أما إذا تمّ العكس فأخضعت النفس لنزوات البدن، فإن ذلك يؤدي إلى انتشار الفساد وتعميم الرذيلة. فمن أراد نصيباً من الفضيلة في هذه الحياة، ما عليه إلاّ اعتماد الفكر الملزم للحسّ، والنفس المتسلّطة على البدن بما تمتلك من حكمة.
إن هذه الحال من السلوك لن يتوصّل إليها إلاّ القلّة ممن سلكوا طريق الفلسفة، وعرفوا كنه حياة الإنسان، وعلموا أن الحياة الأخرى في عالم الحقائق بالذات والآلهة هي الهدف، وفي ذلك تحرير للنفس، ولذا فإن (نفس الفيلسوف الحقّ تفكّر بأنه يجب عليها ألا تعارض تحريرها، وهكذا تنأى عن الملذات كما تنأى عن الرغبات والآلام والمخاوف بقدر ما لديها من قوة).
الفضيلة عند أفلاطون هي ـ كما اتضح ـ زهد تتساوى فيه بنظر الإنسان الملذّات والآلام، فالتخلّص منهما هو السبيل إلى السعادة. وحياة الزهد والنسك هذه قد يحياها أناس ليسوا من الحكماء والفلاسفة، وهم طيّبون، قد طهّروا أنفسهم من الانحدار إلى عالم الحسّ والشهوة، وهؤلاء حكماً لهم فضل في الحياة أرقى بكثير ممن أخضعوا النفس للبدن، ولكنهم مع ذلك لا يبلغون مكانة الفلاسفة.
إن المكانة الفضلى هي للفلاسفة الذين اتجهوا إلى البحث عن الحقيقة عن طريق النفس، وأهملوا كلّيّاً ملذّات الجسد، إن الفلاسفة بهذا المعنى تكون حياتهم استعداداً للموت الذي يخلّصهم نهائياً من رغبات الجسد، وهذا ما يتيح لهم بلوغ الحقائق بالذات في عالم الخلود، وفي تحقيق السعادة الحقيقية.
تأسيساً على ما تقدّم يكون من واجبنا (ألاّ نبيع الفضيلة أو نفرّط في شيء منها بأي ثمن من هذه الخيرات الدنيات مهما ظنّه غير الحكيم عالياً، كما لا يجوز أن نخشى الموت أو نرهبه ما دامت الروح لن تموت، بل يجب انتظاره في شجاعة واستقباله في غبطة، ما دامت غاية الحكيم هي التخلّص من الجسم)
ولأن كلّ الناس ليسوا فلاسفة ويدركون جوهر الفضيلة فيختارونها عن تفكير ورويّة كيف يمكننا إذن أن نصلح المجتمع وننقذه من الرذيلة؟ الحلّ هو بتنصيب الفلاسفة حكّاماً وقادة، لأنهم يتمتّعون بصفات ومؤهلات تجعل منهم أناساً صالحين ليكونوا قدوة لأبناء المجتمع عامة.
عند افلاطون لا تصلح المجتمعات إلاّ إذا حكمها الفلاسفة وتفلسف حكامها؛ أي أداموا النظر العقلي. ولذا يمكننا أن نميّز بين نوعين من الفضيلة: فضيلة تكون للفلاسفة عن تعقّل، وأخرى عامة للناس تمارس بالسلوك ونعرفها بمراقبة الظواهر الأخلاقية الشائعة في المجتمع، والتي تعدّ فضائل بالمعيار الأخلاقي. نستنتج من ذلك أن (الفضيلة بمعناها الفلسفي تقوم على العقل، وتفهّم المبدأ الّذي تعمل على أساسه. إنّها الفعل الذي تحكمه مبادئ عقلية، أما الفضيلة بمعناها الشائع فهي الفعل الصواب الّذي يقوم على أسس أخرى: كالمعروف، أو التقاليد، أو العادات أو الدوافع الطيّبة...).
إن نوعي الفضيلة يفرضان على الإنسان أن يقدّس الحكمة والحكماء، لأن من يريد أن يكون فيلسوفاً حاصلاً على الفضيلة بمعناها الخالص، عليه أن يواظب على العلم والتعليم حتى يتحقّق له ذلك، ومن اراد معرفة الفضائل للعمل بموجبها عليه أن يكتسب العلم والمعرفة، وأفلاطون يوصي هذا الإنسان قائلاً له: (لا تكن حكيماً بالقول فقط، بل وبالعمل) ويوصيه كذلك: (أحبب الحكمة وأنصت للحكماء واطرح سلطان الدنيا عنك)
والإنسان الذي يريد أن يكون فيلسوفاً فاضل النفس، مترفّعاً عن المادّيّات، ساعياً إلى الاتصال بعالم الحقائق، عالم الفضيلة، ما عليه إلاّ أن يجعل من نفسه رقيباً ذاتياً يزن له أعماله، ويقوم بمحاسبته على كل فعل يقوم به. لأن الإنسان مهما كانت معرفته والتزامه قد تزلّ به قدمه إن لم يجعل الرقابة على سلوكه من درجة عالية حتى يستطيع أن ينزّه نفسه، ويزكّيها، ويرقى في معارج الكمال. لذا يوصي أفلاطون من طمح إلى الفضيلة قائلاً له: (لا تنم حتى تحاسب نفسك على ثلاث: هل أخطأت في يومك؟ وما اكتسبت فيه؟ وما كان ينبغي أن تعمله من البرّ فقصرت فيه؟)
بعد هذا المفهوم العام للفضائل وكيفية اكتسابها عند افلاطون سنمرّ على مفهومه لبعض الفضائل التي تناولها في كتاباته.
أول هذه الفضائل الحبّ الذي يعوّد الإنسان على رابطة الصداقة مع غيره من أبناء المجتمع، ويجعله متميّزاً بقيم نبيلة هي مفتاح تحقيق الفضائل الخلقية، خاصة وأن العلاقة بين البشر ليست قائمة على أساس طبيعي عضوي، وإنما على أساس القيم الأخلاقية وفي مقدمتها المحبة.
وقد نبّه أفلاطون من بعض المحبين الذين يسيؤون استخدام مشاعر الحبّ، فتراه لا يبني حبّه على قواعد سليمة، ولا يخضعها لمعايير ثابتة، وإنما يجعلها مرهونة برضى أو عدم رضى محبوبه، فتصبح في هذه الحالة خاضعة للأمزجة والمصالح مما يفسد هذه الفضيلة؛ الحب، ويفقدها قيمتها.
عن هؤلاء يقول أفلاطون: (من عادة المحّبين أن يبالغوا في الثناء على كلام المحبوب وأفعاله حتى ولو جانبت الصواب إما خوفاً من إثارة كراهيته، وإما لأنّ شهوتهم تضلّل أحكامهم. وتلك هي نتيجة الحب، فهو إما أن يؤدي إلى حزن الفاشلين على أمور لا تهمّ عامة الناس، وإما أن يؤدي بالمحظوظين فيه إلى امتداح ما لا ينطوي على أية قيمة حقيقية، وننتهي من كل هذا إلى أنه أولى بنا أن نشفق على هؤلاء المحبّين لا أن نحسدهم).
الحب يتحول إلى هذا النمط إذا ما كان بداية طريق العشق الذي هو علاقة خاصة بين الشخصين صاحبي العلاقة، لأن القيمة الأساسية للحب بأن يتجاوز الخاصة التي لا تهمّ إلاّ أصحابها إلى علاقة حب تسود المجتمع كلّه، وتكون للناس جميعاً.
أما السير في علاقة الحب بشكل ثنائي على طريق العشق فهو غير مجدٍ، وآخره ندم وأسف، فعلاقات العشق لا تنتج ما يفيد في العلاقات المتجمعية وإنما تقتصر على إرضاء بعض الأهواء، والنزوات الخاصة، والتي سرعان ما تضعف العلاقات بعد انقضائها.
فالعشق أمر لا عقلاني تحركه الشهوة، ومصلحة العاشق مع معشوقه، ما يحوّل طرفي العلاقة إلى حالة أنانية مفرطة، فيصل العاشق لدرجة (يتمنى أن يفقد معشوقه أعزّ ما يملك وأقيم وأغلى ما لديه سواء أكان أباً أم أماً أم قريباً أم صديقاً. ويصرّ على منعه من الاتصال بهم لكي يزداد نصيبه من الاستمتاع به)
لعلّ خطورة العشق أنه علاقة تقوم على قضاء الشهوة والاستمتاع، فإذا ما تمّ الإشباع، أو خفّت الحاجة إليه، وبدأت حالة التفكّر والعقلانية، ترى أن العلاقات سرعان ما تتبدّل، وتتدهور بسرعة يفاجأ بها المحيطون بالعاشقين.
فالعشق في حال توقد ناره يعطّل البصيرة، فإذا ما حان وقت المسؤوليات المترتبة على العلاقة بدأ العاشقان بالتهرّب، خاصة عندما يلمسان أن عشقهما كان دون قواعد واضحة في العلاقة. ولذلك كثيراً ما تنتهي علاقة العشّاق بالصورة التي وصفها فيها أفلاطون بقوله: (فإذا حان وقت وفاء الوعود فسرعان ما يفاجأ المعشوق بتبدّل العاشق وبتغيّر قدرته وإرادته على السّواء. فهاهما العقل والاتزان قد حلاّ محلّ العشق والهوس، وها هو قد انقلب شخصاً آخر).
على ضوء ما تقدّم يكون من واجب الناس أن يبنوا العلاقات بينهم على أساس إنساني، وليس على أساس مادي شهواني، لأن الشهوة آنيّة متقلّبة الأطوار، والعلاقة التي تقوم عى أساس الفضائل والقيم تتصف بالثبات ولهذا ينصح كل الناس، بمن فيهم الذين يحضّرون للزواج أن يبنوا علاقتهم على أساس عقلاني ـ فكري، وليس على أساس العشق والشهوة.
فالعلاقة القائمة على الحكمة والتفكّر تجعل السلوك بين المحبّين متزناً مما يجلب السعادة، ويمكن وصفه بالقيم الأخلاقية الخيرة، وأما نقيض هذا النوع من العلاقة فإنه يقود إلى الإفراط في اللذة الحسية فينتهي إلى الرذيلة، ولذلك قال أفلاطون: (إن تغلّب الرأي الذي يسعى إلى الخير وفقاً للعقل فإن الحال الغالبة تسمى اتزاناً، أما إذا تغلّبت الشهوة غير العاقلة التي تقود إلى اللذات سميت الحال الغالبة إفراطاً).
تبقى الحكمة في كل الأحوال هي طريق ضبط الشهوة في حال الإثارة، وهي سبيل تزكية النفس وتخليصها من سجن البدن لتحقق الاتصال بعالم الحقائق، وتتسامى فوق عالم الحس. أما الشهوة فإنها إذا غلبت على إنسان معيّن، فإنها تحرفه عن استقامته، وتزيد في سجن النفس وإبعادها عن مكانتها الطبيعية.
إن الشهوة غير العاقلة عندما تسيطر على الرأي المستقيم فإنها تطلب اللذة الصادرة من الجمال وتزداد قوّة عندما تجتمع بالشهوات الأخرى التي من فصيلتها، والتي جمال الأجساد موضوعاً لها وتنتصر باتجاهها إليه، وتسمّى من قوة اندفاعها إليه (Rhome)، أسمى العشق).
بعد هذا العرض لبعض آراء أفلاطون في فلسفته الخلقية، نخلص إلى القول: رغم أن أفلاطون نقلنا إلى حقائق ما ورائية في عالم المثل إلاّ أنه وصل من تمييزه بين النفس والبدن إلى أمور مهمة في علم الأخلاق، أولها ذلك التركيز على إغناء النفس بالحكمة والمعرفة، وإعطائها السلطة على البدن، يضاف إلى ذلك قوله بعدم الإفراط في الاهتمام بالجسد والشهوات، بل يقول في وصيته لتلميذه أرسطو: (كثر عنايتك بغذائك يوماً بعد يوم؛ أي لا تدّخره.(
وثانيها ذمّه لعلاقات العشق القائمة على الشهوة والاستمتاع، وأن البديل هو العلاقات القائمة على أساس حكيم، وبإمرة النفس وليس البدن، وتركيزه على أهمية اقتران معرفة الفضائل الخلقية بالعمل والتطبيق.
وأخيراً تتجلّى أهمية أفلاطون في فلسفة الأخلاق عندما أكثر من الحديث عن القناعة، وضبط الرغبة إلى اللذات الحسية، لا بل الترفّع عن ما في هذه الدنيا من سعادة ناتجة عن اللذات الحسية، والسعي بتزكية النفس، وإدامة الفكر والتأمل إلى السعادة الحقيقية بالاتصال بالعالم الآخر. إن هذه المقولات والمفاهيم هي التي رسمت طريقاً جديداً للحكماء يبعدهم عن الرذيلة، ويحقق لهم الفضيلة، إنه طريق الزهد والانصراف عن مطالب البدن
الأخلاق في الفلسفة القديمة/د. أسعد السحمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق